استاذ مساعد بکلیة المعارف و الفکر اسلإمي، جامعه طهران
المستخلص
شکلت الثورة الإسلامیة في إیران، خطاباً جدیداً في مواجهة الخطابات الفکریة السیاسیة المهیمنة علی حیاة الإنسان المعاصر. وقد تکوّن خطاب الثورة الإسلامیة في إیران في إطار شبکة ثلاثیة الأضلاع من الفکر الإسلامي. والأضلاع الثلاثة لهذه الشبکة هي: الضلع العمودي، ویرکّز علی علاقة الإنسان المسلم بالقادة الإلهیین؛ والضلع الأفقي، ویتعلّق بعلاقة الإنسان المسلم بالمجتمع الإسلامي؛ والضلع العمقي، ویتعلّق بعلاقة الإنسان المسلم بعمقه التاریخي، والحضاري، والعقائدي، وسیرة حیاة الأولیاء والأوصیاء. وقد بدأ المجتمع الإیراني قبل الثورة الحرکة في طریق التطور في هذه الأضلاع (العلاقات) الثلاث. وما أضفی المعنی للضلع العمودي (علاقة المجتمع بالقیادة)، والأفقي (علاقة المسلمین في ما بینهم)، ورسم حدود هذه العلاقة، هو الضلع العمقي الذي أظهر العمق التاریخي، والحضاري، والعقائدي. فالإمام الخمیني بوصفه قائد هذه الحرکة الاجتماعیة-السیاسیة للشعب الإیراني، استعان من جانب، بالعلاقة العمقیة (الفکر الشیعي وولایة الفقیه) وسعی لتعزیز التضامن والتعاضد بین الشعب، ومن جانب آخر، قاد هذا الشعب للثورة ضد الظلم والطاغوت، بفضل إیمانه بالجهاد لتأسیس الحکومة الإسلامیة. وقد نضجت هذه الشبکة القائمة علی الفکر الشیعي منذ ستینیات القرن الماضي في المجتمع الإیراني وتکلّلت بالثورة الإسلامیة بفضل مفاهیم أساسیة مثل التشیّع، والشهادة، وعاشوراء، والمهدویة والولایة. وبعد انتصار الثورة الإسلامیة وتأسیس الجمهوریة الإسلامیة، ظهر خطاب الثورة الإسلامیة بوصفه خطاباً یواجه خطاب العلمانیة في العالم المعاصر وحظي باهتمام الشعوب الإسلامیة وظهر في أزهی تجلیاته في محور المقاومة.